سامي عبدالرؤوف (دبي)

أطلقت الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، الإطار العام المحدّث للكفاءات السلوكية في الحكومة الاتحادية، باعتباره مكملاً لنظام إدارة الأداء الخاص بموظفي الحكومة الاتحادية، ويعد ركيزة أساسية له وللأنظمة الأخرى المرتبطة به.
وأكدت «الهيئة» أن هذا الإطار يتضمن كفاءات سلوكية خاضعة للقياس، يتعين توافرها لدى موظفي الحكومة الاتحادية، بحيث تساعدهم في تأدية وظائفهم بتميز ومهنية عالية.
وقالت عائشة السويدي، المدير التنفيذي لقطاع سياسات الموارد البشرية في الهيئة، في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»: «إن إطار الكفاءات السلوكية الجديد أعد استناداً إلى نموذج الإمارات للقيادة الحكومية الذي اعتمده مجلس الوزراء أواخر عام 2018».
وأضافت: «يقوم الإطار على 3 محاور تتمثل في: (الروح القيادية، والنظرة المستقبلية، والإنجاز والتأثير)، ويتكون كل محور من مجموعة معايير تشكل باجتماعها صورة واقعية لنموذج القيادة، حيث يندرج تحت كل محور مجموعة من الكفاءات السلوكية تصل في مجملها إلى 10 كفاءات».
وأكدت أن نموذج الإمارات للقيادة الحكومية يمثل الجيل الثاني لنموذج قائد القرن الـ21، وآلية العمل المعتمدة لبناء القدرات الوطنية، ويهدف إلى تعزيز مسيرة الإمارات التنموية الشاملة ودعم عملية الانتقال إلى المستقبل، وصولاً إلى تحقيق مستهدفات مئوية الإمارات 2071.
وأشارت إلى انه تم اطلاع مسؤولي وممثلي الوزارات والجهات الاتحادية المطبقة لنظام إدارة الأداء لموظفي الحكومة الاتحادية، على الإطار الجديد، والمؤتمت على نظام إدارة معلومات الموارد البشرية في الحكومة الاتحادية «بياناتي».

أهمية الإطار
ولفتت إلى أن الإطار الجديد للكفاءات السلوكية يشكل إضافة نوعية لمنهج ومنظومة العمل في حكومة دولة الإمارات، كونه يضع الخطوط العريضة والآليات الواضحة التي تسهم في إعداد القيادات وتأهيلها، ويسهم في بناء قدرات الكوادر والكفاءات الوطنية.
وأوضحت أن تبني «الهيئة» للإطار الجديد يأتي في إطار مساعيها الرامية إلى ترسيخ ريادة الحكومة الاتحادية وتنافسيتها، وتعزيز كفاءتها، من خلال التركيز على بناء موارد بشرية قادرة على مواكبة المتغيرات العالمية المتسارعة على مختلف الصعد.
وذكرت أن الإطار العام الجديد للكفاءات السلوكية في الحكومة الاتحادية مطبق على جميع الدرجات المستهدفة من درجة وكيل الوزارة ولغاية الدرجة السابعة، مبينةً أن الإطار يتألف من ثلاثة محاور رئيسة هي: الروح القيادية، والنظرة المستقبلية، والإنجاز والتأثير، وتندرج تحت كل محور مجموعة من الكفاءات السلوكية تصل في مجملها إلى 10 كفاءات، تشكل مجتمعة صورة واقعية لنموذج القيادة، الذي تسعى القيادة الرشيدة للدولة لإعداده وبنائه.
وقالت: «إن محور الروح القيادية يتضمن 3 كفاءات سلوكية هي: (ممكن للإنسان، وقدوة حسنة، ومنفتح على العالم)»، في حين يندرج تحت محور النظرة المستقبلية 4 كفاءات سلوكية هي: (مستشرف للمستقبل، ومبتكر ومحفز للتغير الجذري، وملم بتكنولوجيا المستقبل المتقدمة، ومتعلم باستمرار ومدى الحياة)، أما المحور الثالث والأخير «الإنجاز والتأثير» فيتألف من 3 كفاءات هي: (مرن وسريع، ويصنع قرارات ذكية وفعالة وكفؤة، ويركز على الغايات العليا للحكومة وتحقيق النتائج)».

المعايير الأساسية
من جانبها، استعرضت موزة السركال خبير موارد بشرية في «الهيئة»، خلال اطلاع مسؤولي وممثلي الوزارات والجهات الاتحادية المطبقة لنظام إدارة الأداء لموظفي الحكومة الاتحادية، أبرز المعايير الأساسية التي يتضمنها كل محور من محاور الإطار العام للكفاءات السلوكية الثلاث.
ولفتت إلى أن محور الروح القيادية يقوم على جملة من المعايير الأساسية، ومنها: (أن يكون القائد ممكناً للإنسان وملهماً، ويشجع ويحفز الآخرين، ويطور الطاقات البشرية والمواهب، ويبني القيادات، وينقل المهارات، ويستفيد من قدرات فريق العمل على نحو فعال، ويتمتع بالذكاء العاطفي.
وأشارت إلى أن محور الروح القيادية يركز على القدوة الحسنة التي يمثلها القائد الذي يتحلى بالأخلاق والنزاهة والتواضع، والتفاؤل بالمستقبل والشغف والمثابرة، وتبني مفاهيم السعادة والإيجابية وجودة الحياة ونشرها والذي يسعى لتقديم مساهمات ملموسة، ويعكس الصورة الحسنة للدولة.
وبينت السركال أن محور النظرة المستقبلية يشتمل على معايير أساسية عدة في القائد الحكومي تتضمن أن يكون مستشرفاً للمستقبل، بعيد النظر، مطلعاً على الاتجاهات العالمية، يتخيل المستقبل، ويعمل على استشراف الفرص والتحديات وتحليلها ووضع السيناريوهات والخطط الاستباقية، ويتمتع بالقدرة على التجدد المستمر، والتفاعل مع المتغيرات المتسارعة والاتجاهات العالمية والمستقبلية ومواكبتها.
أما المحور الثالث الذي يتمثل في الإنجاز والتأثير، فيركز على 3 مجالات رئيسة في قائد العمل الحكومي، تتضمن أن يركز على الغايات العليا للحكومة وتحقيق النتائج، وأن يكون مطلعاً على توجهات الحكومة، ينشر مفهوم الغايات والأهداف العليا للحكومة، يعمل ويساهم في تحقيق الأهداف الوطنية المشتركة والنتائج المحددة.
كما يتضمن هذا المحور القدرة على صنع قرارات ذكية وفعالة وكفؤة، وتبني طريقة تفكير عملية وفعالة وحكيمة، والتحلي بالوعي والشجاعة والحنكة، وأن يتحلى بالمرونة والسرعة ويبني بيئة مرنة تعزز التغيير وسرعة تحقيق الإنجاز، والقدرة على الاستفادة بفعالية من الموارد المتاحة، وأن يتمتع بالثقة بالذات في المواقف المختلفة.